أحمد سيف حاشد في جدل الفكرة والممارسة
يمنات
قادري أحمد حيدر
إن القاضي أحمد سيف حاشد تعبير عن حالة سياسية مدنية، حقوقية نادرة (ضعيفة الحضور)، في مجتمع سياسي شبه راكد، وفي واقع نخب ثقافية وسياسية ملتهية بالشعارات،أو الإرتهان للخارج بتسمياته المختلفة، ومن هنا فهو بذاته وفي ذاته،- وامثاله- يمثل لحظة فرح وحالة تفاؤل ومقاومة مبشرة بصعود دور ومكانة الفعل المدني الديمقراطي، الفعل الذي من المهم العمل معاً لتحويله إلى ظاهرة.. تحويل النادر/ القليل، إلى كثرة، إلى ظاهرة، وهي عملية سياسية مدنية كفاحية، ذات ( مخاض عسير وطويل)، يبدأ بالكلمة الحق، ولاينتهي بالفعل الصادق، ويمكنني اعتبار القاضي أحمد سيف حاشد ورفاقه (ضميرنا الغائب)، للسير في الاتجاه الصعب، مع أن هناك من يرون في سلوك ومواقف ابن حاشد وأمثاله، محاولة للقفز على حقائق الواقع الموضوعية الصلبة، ونفياً عدمياً لقوانين التطور التاريخي، ومن أنها تحركات طائشة، ذاتية، فردية، تضع الذات بديلا عن الواقع، أو هي تختزل الواقع الموضوعي بأفعال ذاتية (ردود فعل)، مآلها الفشل والسقوط تحت طائلة القمع، من خلال أشكال المعالجات الأمنية الوحشية للسلطات، والتي قد تترك أثراً سلبياً على المنحى العام لتطور تجربة التحول السياسي الديمقراطي في البلاد، وفي تقديري أن مثل هذه القراءة وإن كانت غير معلنة بمثل هذا الوضوح السياسي والنظري، على انها موجودة، وهي تجسيد لثقافة سلبية تجاه الواقع، وتعميم لثقافة التواكل والانتظار.. ثقافة متشائمة يحكم منطقها العجز الذاتي، والخوف، والدليل هو ما وصلنا إليه من تعميم لثقافة العنف والحرب التي تغطي وجه البلاد كلها ، ألم يكن –وما يزال- خيار ابن حاشد وامثاله هو الخيار السياسي الواقعي والأمثل، ومن أنه كان يمثل الخطوة السياسية/ العملية نحو رحلة الإصلاح والتغيير.. رحلة الألف ميل، التي تبدأ بمثل تحركات وخطوات القاضي أحمد سيف حاشد، وأمثاله. .خطوات تربط بالفكرة بالعمل.
ومن هنا نؤكد القول : علينا التضامن مع حالة وحركة أحمد سيف حاشد وكل من يشبهونه، على طريق تحويلها إلى ظاهرة، فالوقوف في صف رؤية وموقف القاضي، ابن حاشد، هو في الجوهر تضامن مع أنفسنا، على طريق إنجاز سلام حقيقي وواقعي .. فالسلام عملية سياسية وليس مجرد شعارات ونداءات، السلام ليس صفقة يحركها الخارج عبر الوكلاء في الداخل، بل حركة سياسية اجتماعية مدنية كفاحية، ومن هنا علينا أن لا نلتفت إلى شعارات بعض حملة المباخر من الكتبة المأجورين مع كل السلطات ، وفي كل الأزمان، الذين يقولون عنه،أقصد أحمد سيف، وعن أمثاله أنهم يشبهون “دون كيخوته/ دون كيشوت” ومن أنهم امتهنوا هواية محاربة “طواحين الهواء”، كناية عن حلمهم الصعب، تجنباً لقول حلمهم المستحيل، لانه لا مستحيل مع الإرادة الحية للناس في التغيير، ولذلك يرى البعض أن بن حاشد يبحث عن الصعب ويرتاد درب الاستحالة، مع أنه في كل ما يقوله وما يكتبه، إنسان متسق مع نفسه، ومتصالح مع رؤاه وقناعاته، والأهم أنه لا يقفز على حقائق الواقع، ولا يستبدل الأسباب بالنتائج، والأهم أنه يمارس ويفعل ما يريد في الواقع، وليس في نصوص الشعارات،التي غالبا ما يسرقها اللصوص، أنه يفعل ويمارس، أكثر مما يقول.. هو يفعل وبعدها يكتب ، أو بتعبير أدق يكتب ويفعل معاً.. هو يكتب بمداد الروح ، ويرسم بدقات حركات القلب أفعال منفذة ومجسدة في حياة الناس وتعبر عنهم، وتشبههم، ومن هنا صدقية ما يقول وما يكتب، فأنت ترى تجسيدات أقواله على الأرض منفذة في مواجهة جميع صنوف القمع ، والاستبداد والفساد، منذ بداية مشواره مع القضاء، والعمل السياسي.
إنه القاضي، محامي الشعب، والناشط الحقوقي المدني، الذي كان بإمكانه من خلال حرفته/ مهنته في القضاء لو أذعن أو تنازل عن بعض قيمه ومبادئه، أن يتدرج ويرتقي إلى أعلى المراتب العليا في القضاء، بل ويصل إلى المراتب العليا من السلطة، لأنني لا أجرؤ على القول إنه كان بإمكانه أن يكون أحد الأثرياء من خلال هذا “السلك”، وهو البعيد عن حب المال، فطهارة روحه غسلت نفسه من حب المال ومن رجس التعلق بالسلطة،ولذلك لايخشاها،ولايخاف منها .. بقي محتمياً بسلطة القيم والمثل الأخلاقية.
أحمد سيف حاشد ، الصديق والإنسان هو “الزير سالم أبو ليلى المهلهل”، الحداثي والمعاصر، وليس “دون كيشوت”، لديه ثأر، لا يشبه ذلك الثأر التاريخي القديم “للزير سالم” في أخذه بثار أخيه: “كليب/ وائل بن ربيعة/ التغلبي” المقتول غدراً والمصادر ملكه عنوة لأن “مُلك” و”ملكية”، ابن حاشد هي البحث عن الطرائق السياسية الموصلة لاستعادة، ملكية الشعب المنهوبة، وسلطته المستلبة والمصادرة، وأن ثأره وحربه على طولها قياسا لعمره، هو ثأر مرتبط بحق الناس “(الشعب) . من جماعة الحرب والفساد والعصبية، ولذلك لم يتصالح، ولم يصالح السلطات الفاسدة المتعاقبة على حق الشعب، وحقه بالنتيجة، باعتباره ابناً من أبناء هذا الشعب، وهو بذلك يمارس تجديداً وتعميقاً لوصية اخيه القديم/ الجديد (الزير سالم)، والذي أعاد ترسيمها ” الوصية”،شعرياً “، أمل دنفل، في قصيدته “لا تصالح”، ومن بداية مشواره مع القضاء والسياسة لم يتصالح القاضي أحمد حاشد، مع الاستبداد وطاغوت الفساد .. ثأره وحربه لا تشبه حرب “الزير سالم” لا من حيث المبنى والأدوات ولا من حيث المعنى والغاية .. حربه كانت لاسترداد حق الشعب في الحرية والعدل والحقوق “الحق، إنه القاضي الذي حدد خياراته مبكراً ورسم طريقه إليها منذ دخوله قاعة الدرس التعليمي، حتى اعتلائه منصة القضاء ، وفي كل ذلك التاريخ كان في صف البسطاء والفقراء يدافع عنهم، ويدفع من جيبه للدفاع عن حقوق الناس، فهو بطبعه إنسان كريم، ولذلك هو قريب من الناس وهمومهم، وبسيط مثلهم.. هو بحق ابن الشعب، وهو ما يعطي لما يكتب وما يفعل صدقية أكبر ، ففيه ترى وتقرأ وحده القول والفعل، ولذلك لا يحب التنظير، ولا ترديد الشعارات الكبيرة حول “الحوار” و”السلام”، هو يفعلها، ويكتبها، يذهب إلى هدفه مباشرة، ولذلك يكره الإقامة في المنطقة الرمادية، أو الإمساك بالعصا من الوسط في انتظار الكفة المرحجة كحالنا مع البعض.
أحمد سيف حاشد ليس من هواة النجومية الإعلامية ، ولا ممن يحبون رفع الشعارات الكبيرة ليختفي خلفها، وجهه وقفاه واحداً، هو الوجه الآخر النقيض “لدون كيخوته/ دون كيشوت”، ينافح ويواجه بجدارة المقاوم قوى سياسية اجتماعية جبارة ومتخلفة، تقف خلفها “دولة عميقة”، متغلغلة في نسغ الوعي التاريخي للناس، وفي قمة السلطة، وما تزال ممسكة ومتمسكة بما هو ليس حقاً لها، وهو في الوقت نفسه –كما سبقت الإشارة- صورة حية حداثية/ تقدمية “للزير سالم” في مقاومته ودفاعه عن حقه، حتى النفس الأخير، دفاعاً عن الحرية والعدل والحق، وليس طلبا لثأر فردي، أو رغبة ومحاولة لاسترداد ملك كان، وهو الآتي من قاع بيئة وبنية المجتمع الشعبية.
أحمد سيف حاشد، القاضي والإنسان تختلف أو تتفق معه، لا تستطيع إلاَّ أن تحبه وتحترمه في آن معاً، وهذا دليل –رغم حالة القمع- أن ما يقوله ويمارسه يحظى بحالة قبول ورضا أو شبه إجماع، لولا حالة الثنائية القاتلة: القمع المنفلت، والمتفلت من كل الضوابط والشرائع ، والصمت، حين يكون الكلام من ذهب.
أحمد سيف حاشد القاضي والإنسان رجل مبادئ وقيم ومثل عليا، وليس شعارات تطلق في فضاء القول المجرد.. فالشعار لديه هو الفكرة، والقضية فلا انفصام لديه بين القول والفعل… إنه المفكر بعقل الحرية الموصلة للسلام المقاوم للاستبداد العنصري، ولم ولن يكون يوماً مع سلام الهوان.
تقديري الشخصي أن هناك تشابها في تصرفاته وسلوكه السياسي العام مع نماذج من الرموز السياسية والثقافية والإنسانية اليمنية، أمثال: عبدالله باذيب ، يوسف الشحاري، عمر بن عبدالله الجاوي، عبدالرقيب عبدالوهاب، أحمد عبدالوهاب الآنسي..إلخ نماذج، على اختلاف مواقعهم، تتطابق أقوالهم مع أفعالهم.
أحمد سيف حاشد عنوان لثلاثية نبيلة :الحرية والعدل والحق، وكما يبدو أنه كان مدركا لماذا يريد من لحظة اختياره للجلوس في قاعة الدرس التعليمي في “كلية الشريعة والقانون”، حيث وجد نفسه أمام مفردتين إحدهما: “الشريعة” وما تحمله من دلالات ذهنية وأيديولوجية وسيكلوجية تعكس البعد والمعنى التقليدي التاريخي لمفهوم الحق والعدل، والمفردة الثانية: “القانون”، والتي تعكس البعد والمعنى الحداثي والمعاصر لنفس الكلمات ولكن بمعان ودلالات مشبعة برحابة مدنية وحقوقية، وإنسانية بلا حدود، إنهما مفردتان تعكسان البنية الأيديولوجية والثقافية “التشريعية”المركبة والمعقدة للمجتمع في حركة تطوره، وهو ابن ذلك الموروث الفقهي والثقافي والقانوني “التشريعي” وقد تمثل ذلك في سلوكه بصورة جدلية إبداعية، واستوعب حيثيات ذلك الاتفاق، والاختلاف ، محاولاً الإمساك بالخيط الذي يقوده لضوء الفجر، في واقع الممارسة، وإلى إنجاز وتحقيق ذلك المعنى/ الهدف ، والمتمثل في صورة الحرية والعدل والحق كما يراها هو، فقد كان أحمد سيف حاشد واضحاً، ومدركاً لطرائق الوصول إلى تحقيق الغاية والهدف، في انتزاع الحق لأصحابه وفي إنجاز العدل والمساواة بين الناس في حده الأدنى والمقبول،” المواطنة”، وتحقيق الحرية لطلابها عبر قناتي “الشريعة” و”القانون” .. إنك حين تعرف ماذا تريد فإنه يسهل عليك الوصول إلى ما تريده بسهولة ويسر، وليس في ما يريده أو يحلم به، أحمد سيف حاشد، أي سهولة أو يسر، فهو يقف في مواجهة تاريخ متراكم من العنف والقمع والاستبداد التاريخي، تاريخ من هيمنة “دولة عميقة” متجذرة سلبياً في بنية الوعي والمجتمع والسلطة، وليست الحرب الجارية سوى واحدة من تداعيات ذلك التاريخ.. تاريخ العصبية، والفردية، والمركزية المتخلفة.
إن الصراع والحروب في كل التاريخ السياسي للدول تقوم وتتمحور حول ثلاثية: الحرية والحق والعدل، فقادته صدقية ومثالية علاقته بهذه القيم الكبرى إلى ذلك التعب المزمن، والأرق الدائم الذي واجهه وما يزال من بداية مسيرة حياته حتى يوم الناس هذا، وهو نائب للشعب تحت قبة البرلمان .. هناك من يتعاطى مع هذه الثلاثية المذكورة باعتبارها شعارات فيرفعها حين تكون مربحة ومريحة، ويتخلى عنها، بل ويتنكر لها حين تكون مكلفة وباهضة الأثمان، وهناك من يستمر في رفعها كاستثمار سياسي لها، وتعرف السلطات المستبدة ذلك، وتتجاهل الأمر، لأنها تعلم أن كل ذلك ليس أكثر من مجرد شعارات للمزايدة الكلامية وللبيع السياسي في بورصة الشعارات، ومن أن ذلك لا يؤثر على سلطتهم واستقرار أوضاعهم ، فتتركهم يسرحون في اللعب بالشعارات في حدودها الدعائية/ الاعلامية ما دامت لا تمس جذر سقف بنية السلطة القائمة،( النظام)، ولذلك تتركهم يتحركون ويملاؤون الدنيا ضجيجاً إعلامياً، وتتوجه بقمعها السياسي والمادي والمعنوي المباشر إلى القاضي/ أحمد سيف حاشد –وأمثاله- لأنها تدرك خطورة ومعنى ما يقول في قلب المجتمع، ومن هنا نجدها ترمي بجميع قفازات القمع والعنف والحرب في وجهه، وفي مواجهته، حين يخرج بمظاهرة سلمية من عشرة أو وعشرين شخصاً، كانت وما تزال السلطات القمعية تحشد في مواجهته ترسانة هائلة من أدوات القمع، وكلنا ما يزال يتذكر احتجاجاته السلمية أمام المقرات العليا للسلطة، من مجلس الوزراء إلى مجلس النواب ، إلى أماكن التجمعات السياسية العامة ، حتى داخل قبة البرلمان.
أحمد حاشد، القاضي والإنسان واحد من بقايا فرسان العصور الوسطى الذي يمكن أن ينازل ويبارز رموز السلطان، في عقر داره “قصره” ، وهو على استعداد بالفعل وليس بالشعارات لمنازلتهم منفرداً متمنطقاً سيف الكلمة والدستور والقانون،وهو ما كان يفعله في الشارع،وفي الساحات،ومن تحت قبة البرلمان .. هو -حقاً – رجل الأفعال يعلن ويتمثل أفكاره وقضاياه في سلوكه اليومي، ويدافع عنها شاهراً سيف الكلمة ، من ينسى أنه كان يخرج مع نفر قليل من محبيه ومريديه من البسطاء في مواجهة الموت بصدر عار، ليقول ويفعل ما يلزم من القول والفعل وقد يكون من هنا تسرب الوصف المجازي السلبي له من قبل بعض أصحاب الشعارات بأنه يشبه “دون كيخوته”.
أحمد سيف حاشد، رجل قضاء، لا يحيد عن قول كلمة الحق في أصعب وأقسى الظروف ، وهو إلى جانب ذلك ناشط سياسي حقوقي ومدني، وجد في ثورة الشباب والشعب في فبراير 2011م ، روحه فانغمس فيها حتى العظم، وكان في قلب المظاهرات اليومية حاضراً ، وحين أشرت إلى أنه كان يواجه الموت بصدر عار، كنت أعني ما أقول، وليس تعبيراً ، ووصفاً مجازياً له، فقد واجه مباشرة اطلاق الرصاص، والتهديدات المتكررة له بالسلاح حتى الاعتداء الجسدي عليه لأكثر من مرة، ودخوله المستشفيات للعلاج لأيام طويلة، من جروح عميقة طالت جسده، ولكنها جميعاً لم تطل روحه، ولم تنل من إرادته، كان يقاوم العفن السائد بتفاؤل الإرادة وقوة الفكرة في عقله وروحه، وبإرادته الصلبة هزم انحطاطات الواقع الفاسد، ولم تجد السلطات المختلفة أمام أشكال مقاومته المستمرة والعنيدة من تهمة تلصقها به، فهو بعيد عن المال المدنس كما يقولون، بل هو من يصرف ما بحوزته من مال بسيط من أجل القضية التي يؤمن بها، وليس مع العدوان، التهمة الجاهزة لكل معارض، وهو الحاضر والمقيم في قلب جحيم الحرب، ولم يهرب، ويجترح من قلب المدينة صنعاء أشكال مقاومته السلمية، ومن تحت قبة البرلمان يقاوم .. البرلمان، (أو بقاياه)، والذي تحول إلى منصة قمع وإرهاب للأصوات المغايرة في داخله حتى وصل الأمر إلى حد الاعتداء على حق أعضاء المجلس في الكلام من تحت سقف قبة البرلمان ، وذلك بإخراجهم للنائب البرلماني أحمد سيف حاشد من قاعة المجلس حتى لا يستكمل تعبيره عن رأيه الدستوري والسياسي وإسكات وقمع النائب عبده بشر، وخالد الصعدي، وهو قمة تعبير السلطوي عن قمعه للرأي المعارض ومن داخل المجلس النيابي الذي يفترض أنه منبر للدفاع عن الدستور والحقوق والحريات، وهو قمة العنف والكراهة للرأي الآخر. وكأن سلطة الأمر الواقع في صنعاء تفضل من يخرج” الخروج”، عليها شاهراً سيفه، وفقاً للقاعدة السياسية الإمامية الزيدية، ذلك أنها سلطة لا تعترف بالآخر إلا قوياً ومسلحاً، ولا تقبل بالتحاور مع المختلف السياسي السلمي إلا تابعاً “رعوياً”، تعبيراً وتجسيداً عن هيمنة ثقافة القوة والعنف والحرب المسيطرة على تفكير الجماعة .
في ٱخر منشور له وصلني يقول القاضي والنائب البرلماني أحمد سيف حاشد : “طلبت من نائب رئيس مجلس نواب صنعاء عبدالسلام هشول الحسابات الختامية للمجلس، وهذا حق دستوري وقانوني.. ولطالما ظللت أطالب بهذا الحق في السنوات الماضية ، فرد أنه سيكسر رأسي، فرددت عليه، وأنا سأكسر رأسك.. حاول الاشتباك معي.. أمر الراعي “عساكر مدنيين” بإخراجي من القاعة بالقوة، فخرجت دون مقاومة ، ولم يفعل هذا مع هشول: رأيت أنه راق لهم طردي.. فكتبت المنشور: وقرررت أن أموت أو أحتبس، احتجاجاً على هذه الحياة .. لن يذلونا.. اليوم تم طردي من قاعة مجلس النواب وقررت العودة لقاعة المجلس مهما كانت الكلفة.. قلتها لكم زمان فإن حبستموني فذلك شرفُُ لي، وعار عليكم، وإن قتلتموني أو سممتموني فالعار أكبر” ..لقد عملوا على إخراجه من قاعة المجلس عنوة بالقبض على يديه،وقدمية كما كتب،ومن طرائفه،قوله : أنهم حاولوا حمله ولم يتمكنوا،لانهم كانوا جوعى،أي قبل وقت الغداء،ولأنني رفضت كما كتب.
هذا هو القاضي والإنسان/ أحمد سيف حاشد، ابن الشعب ومحامي الشعب، والناشط الحقوقي والسياسي والبرلماني المقاوم، رجل المبادئ والقيم والمثل، الكاره لرجال الشعارات والسلطة معاً.
هو “الزير سالم” الحداثي المعاصر، المستمر بالمقاومة المدنية السلمية والمفكر بعقل الحرية، حتى آخر نفس من أجل الناس وليس من أجل سلطة أو ملك، وهذا الفارق بينه وبين (الزير سالم) القديم، هو النقيض الجذري لدون كيخوته، وهو الأقرب روحا ومعنى ،ليوسف الشحاري، وعمر بن عبدالله الجاوي.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.